
ولما كان المقام لا يتسع لذكر جميع إنجازاتنا، فإنني أستعين بأبياتٍ شعريةٍ جادتْ بها القريحة بهذه المناسبة:.
أَيا أرضَ الكِنانةِ قدْ بَنَيْنا
هُنا صَرْحاً يَسُرُّ الناظرينا
بجيلٍ ثالثٍ كُلاًّّ سَبَقْنا
وأَعْلَى مِنهُ شادَ مُهندِسُونا
جَعَلْنا الهاتفَ المحمُولَ يُبْصِرْ
ويُلغِي حَاجزاً ضَخْماً مَّتينا
وزيَّناهُ بالأرقام تَهْفُو
لها دَوْماً قلوبُ الحاجِزِينا
كما شَمِل الضريبةَ كَرتُ شحنٍ
نُريحُ به جُيوبَ المشترينا
كذلك قدْ خَبَرْنا واصْطفَيْنا
كِراماً من خِيارِ العامِلينا
ملأْنا النّيلَ حتىّ ضاقَ عَنَّا
وأرضَ النِّيلِ نَمْلَؤُها رَنِينا
بهذه المناسبة، تقول اتصالات في مدح نفسها على غرار أبيات المتنبي المشهورة وهي تخاطب المشترك:
أَلْكَرْتُ، والشّحْنُ، والمحمُولُ يَعرِفُني
والرَّقْمُ، والسِّمُّ، والرنَّاتُ والنَّغَمُ
أَنا الَّذِي نَظَرَ الأَعْمَى إلى صُوَرِي
وأَطْرَبَتْ نَغَمَاتِي مَنْ بِهِ صَمَمُ
أُعِيذُها نَظَرَاتٍ مِّنْكَ صادِقةً
أَنْ تَحْسَبَ الشَّحْنَ فِيمَنْ شَحْنُهُ أَلَمُ
إذا رَأَيْتَ كُرُوتَ الشَّحْنِ بارِزَةً
فَلا تَظُنَّنَّ أنَّ الكلَّ يَلْتزِمُ
وَما انتفاعُ أَخِي الدُّنْيا بِناظِرِهِ
إِذَا اسْتَوَى عِنْدَهُ المَرْئِيُّ وَالعَتَمُ
كما أن الإنسان الاتصالاتي له شخصيةٌ متميزة لأنه اتصالاتيُّ الهُوِيّة والهوى، واتصالاتيُّ السِّمات والقَسَمات، واتصالاتيُّ الأداء والانتماء، واتصالاتيُّ الأقوالِ والأفعال، وقادرٌ على طيّ المسافات وتحويلها إلى موجات وذبذبات ورنات واتصالات.
ولوكان نزار قباني اتصالاتياًّ لَعَلِم أن الأبْحُر والجبال ليست في الحيقية تعبيراً عن بُعد المسافات حين قال:
مازِلْتِ في فَنِّ المحبةِ طِفْلةً
بَيني وبينكِ أبْحٌرٌ وجبالُ
وأنا كاتصالاتي أقول:
بَيْنِي وبَيْنَكِ رَنَّةٌ وَوِصالُ
No comments:
Post a Comment